فصل: (سورة التغابن: الآيات 11- 18)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.البلاغة:

1- في قوله: {له الملك وله الحمد} التقديم فقد قدّم الخبر فيهما للدلالة على اختصاص الأمرين به تعالى.
2- وفي الآيات المتقدمة الطباق بين {السموات} و{الأرض} وبين {كافر} و{مؤمن} وبين {تسرّون} و{تعلنون} .
3- وللزمخشري سؤال وجواب في منتهى الطرافة ننقلهما فيما يلي:
فإن قلت: كيف أحسن صورهم؟ قلت جعلهم أحسن الحيوان كله وأبهاه بدليل أن الإنسان لا يتمنى أن تكون صورته على خلاف ما يرى من سائر الصور، ومن حسن صورته أنه خلق منتصبا غير منكب كما قال عز وجل: {في أحسن تقويم}.
فإن قلت: فكم من دميم مشوّه الصورة سمج الخلقة تقتحمه العيون؟
قلت لا سماجة ثم ولكن الحسن كغيره من المعاني على طبقات ومراتب فلانحطاط بعض الصور عن مراتب ما فوقها انحطاطا بيّنا وإضافتها إلى الموفي عليها لا تستملح وإلا فهي داخلة في حيز الحسن غير خارجة عن حدّه ألا ترى أنك قد تعجب بصورة وتستملحها ثم ترى أملح وأعلى في مراتب الحسن منها فينبو عن الأولى طرفك وتستثقل النظر إليها بعد افتنانك بها وتهالكك عليها، وقالت الحكماء: شيئان لا غاية لهما الجمال والبيان.

.[سورة التغابن: الآيات 5- 10]

{ألمْ يأْتِكُمْ نبأُ الّذِين كفرُوا مِنْ قبْلُ فذاقُوا وبال أمْرِهِمْ ولهُمْ عذابٌ ألِيمٌ (5) ذلِك بِأنّهُ كانتْ تأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبيِّناتِ فقالوا أبشرٌ يهْدُوننا فكفرُوا وتولّوْا واسْتغْنى الله والله غنِيٌّ حمِيدٌ (6) زعم الّذِين كفرُوا أنْ لنْ يُبْعثُوا قُلْ بلى وربِّي لتُبْعثُنّ ثُمّ لتُنبّؤُنّ بِما عمِلْتُمْ وذلِك على الله يسِيرٌ (7) فآمِنُوا بِالله ورسُولِهِ والنُّورِ الّذِي أنْزلْنا والله بِما تعْملُون خبِيرٌ (8) يوْم يجْمعُكُمْ لِيوْمِ الْجمْعِ ذلِك يوْمُ التّغابُنِ ومنْ يُؤْمِنْ بِالله ويعْملْ صالِحا يُكفِّرْ عنْهُ سيِّئاتِهِ ويُدْخِلْهُ جنّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِها الْأنْهارُ خالِدِين فِيها أبدا ذلِك الْفوْزُ الْعظِيمُ (9) والّذِين كفرُوا وكذّبُوا بِآياتِنا أُولئِك أصْحابُ النّارِ خالِدِين فِيها وبِئْس الْمصِيرُ (10)}.
القرآن وجاء على ظهر الغبراء والغبيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلا «وما أظلّت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر» ويقال للمحاويج: بنو الغبراء قال طرفة:
رأيت بني الغبراء لا ينكرونني ** ولا أهل هذاك الطراف الممدّد

وزففن إليّ ذئبة غبساء وتقول: لن يبلغ دبيس ما غبا غبيس وهو علم للجدي سمّي لخفائه، وخرج في الغبش ونحن في أغباش الليل وهي بقاياه وفلان يتغبش الناس أي يظلمهم وبديه أنه لن يبادهم بالظلم مبادهة، وغبط الكبش جسّ ظهره ليعرف سمنه وغبطه من بابي ضرب وعلم عظم في عينه وتمنى مثل حاله دون أن يريد زوالها عنه والغبيط الرحل يشدّ عليه الهودج فيخفي الظعينة، قال امرؤ القيس:
تقول وقد مال الغبيط بنا معا ** عقرت بعيري يا امرأ القيس فانزل

وغبقه من بابي نصر وضرب وسقاه الغبوق وهو الخمر تشرب في العشي حيث يخيفهم الليل، وغبي يغبى غبا وغباوة الشيء وعنه لم يفطن له أو جهله والشيء عليه خفي عليه ولم يعرفه ويقال في فلان غباوة ترزقه والأغنياء أكثرهم أغبياء ولا يغبى عليّ ما فعلت والغباء الخفاء من الأرض. وهذا من أعاجيب لغتنا فتدبره.

.الإعراب:

{ألمْ يأْتِكُمْ نبأُ الّذِين كفرُوا مِنْ قبْلُ فذاقُوا وبال أمْرِهِمْ ولهُمْ عذابٌ ألِيمٌ} الهمزة للاستفهام الإنكاري التوبيخي أو التقريري التوبيخي ولم حرف نفي وقلب وجزم و{يأتكم} فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة والكاف مفعول به و{نبأ} فاعل و{الذين} مضاف إليه وجملة {كفروا} لا محل لها لأنها صلة الموصول و{من قبل} حال والفاء حرف عطف وذاقوا فعل ماض مبني على الضم والواو فاعل و{وبال أمرهم} مفعول به والواو حرف عطف و{لهم} خبر مقدم و{عذاب} مبتدأ مؤخر و{أليم} نعت لـ: {عذاب}.
{ذلِك بِأنّهُ كانتْ تأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبيِّناتِ} {ذلك} مبتدأ والإشارة إلى عذابي الدنيا والآخرة، و{بأنه} خبر وأن واسمها وجملة {كانت} خبرها واسم كانت مستتر يعود على الرسل وجملة {تأتيهم} خبر و{رسلهم} فاعل {تأتيهم} و{بالبيّنات} متعلقان بـ: {تأتيهم}.
{فقالوا أبشرٌ يهْدُوننا} الفاء عاطفة وقالوا فعل ماض وفاعل وهو معطوف على {كانت} والهمزة للاستفهام الإنكاري وبشر مبتدأ ساغ الابتداء به لدخول الاستفهام عليه وأجازوا أن يكون مرفوعا على الفاعلية بفعل مضمر يفسره ما بعده فالمسألة من باب الاشتغال والتقدير أيهدينا بشر وجملة {يهدوننا} في محل رفع خبر على الأول ولا محل لها من الإعراب لأنها مفسّرة وجملة الاستفهام مقول القول.
{فكفرُوا وتولّوْا واسْتغْنى الله والله غنِيٌّ حمِيدٌ} الفاء عاطفة وتفيد السببية لا التعقيب أي فكفروا بسبب هذا القول، {وتولّوا} عطف على {فكفروا} ، {واستغنى الله} فعل وفاعل {والله} مبتدأ و{غني} خبر أول و{حميد} خبر ثان.
{زعم الّذِين كفرُوا أنْ لنْ يُبْعثُوا قُلْ بلى وربِّي لتُبْعثُنّ} {زعم} فعل ماض و{الذين} فاعله وجملة {كفروا} صلة وأن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن و{لن} حرف نفي ونصب واستقبال والجملة خبر أن وأن وما في حيّزها سدّت مسدّ مفعولي {زعم} و{قل} فعل أمر و{بلى} حرف جواب لإثبات النفي والواو واو القسم و{ربي} مجرور بواو القسم وهما متعلقان بفعل القسم المحذوف واللام واقعة في جواب القسم وتبعثنّ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه حذف النون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين واو الجماعة وهي ضمير متصل في محل رفع فاعل.
{ثُمّ لتُنبّؤُنّ بِما عمِلْتُمْ وذلِك على الله يسِيرٌ} {ثم} حرف عطف للترتيب مع التراخي و{لتنبؤن} عطف على {لتبعثنّ} و{بما} في محل نصب مفعول به وجملة {عملتم} صلة {وذلك} مبتدأ والإشارة إلى ما ذكر من البعث والحساب و{على الله} متعلقان بـ: {يسير} و{يسير} خبر {ذلك}.
{فآمِنُوا بِالله ورسُولِهِ والنُّورِ الّذِي أنْزلْنا} الفاء الفصيحة لأنها واقعة في جواب شرط مقدّر أي إذا كان الأمر كذلك فآمنوا، وآمنوا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{بالله} متعلقان بآمنوا {ورسوله} عطف على الله {والنور} عطف أيضا و{الذي} نعت وجملة {أنزلنا} صفة والعائد محذوف أي أنزلناه.
{والله بِما تعْملُون خبِيرٌ} الواو استئنافية و{الله} مبتدأ و{بما} متعلقان بخبير وجملة {تعملون} صلة و{خبير} خبر {الله}.
{يوْم يجْمعُكُمْ لِيوْمِ الْجمْعِ ذلِك يوْمُ التّغابُنِ} {يوم} ظرف متعلق بـ: {خبير} أو بمحذوف دلّ عليه سياق الكلام أي تتفاوتون يوم يجمعكم وقيل هو مفعول به لفعل محذوف أي اذكروا وجملة {يجمعكم} في محل جر بإضافة الظرف إليها و{ليوم الجمع} متعلقان بـ: {يجمعكم} سمي بذلك لأن الله يجمع فيه بين الأولين والآخرين لإجراء الحساب والجزاء {وذلك} مبتدأ والإشارة إلى {يوم الجمع} و{يوم التغابن} خبره أي يغبن المؤمنون الكافرين بأخذ منازلهم، وسيأتي المزيد من معناه في باب البلاغة.
{ومنْ يُؤْمِنْ بِالله ويعْملْ صالِحا يُكفِّرْ عنْهُ سيِّئاتِهِ} الواو استئنافية والجملة مستأنفة مسوقة لبيان التغابن وتفصيله {ومن} اسم شرط جازم مبتدأ و{يؤمن} فعل الشرط و{بالله} متعلقان بـ: {يؤمن} {ويعمل} عطف على {يؤمن} و{صالحا} مفعول به أو نعت لمصدر محذوف أي عملا صالحا و{يكفّر} جواب الشرط و{عنه} متعلقان بـ: {يكفّر} و{سيئاته} مفعول به وفعل الشرط والجزاء خبر {من}.
{ويُدْخِلْهُ جنّاتٍ تجْرِي مِنْ تحْتِها الْأنْهارُ خالِدِين فِيها أبدا ذلِك الْفوْزُ الْعظِيمُ} {ويدخله} عطف على {يكفّر} والهاء مفعول به و{جنات} مفعول به ثان على السعة وجملة {تجري من تحتها الأنهار} نعت لـ: {جنات} و{خالدين} حال وجمع لأنه أعاد على معنى من وهو الجمع و{فيها} متعلقان بـ: {خالدين} و{أبدا} ظرف متعلق بـ: {خالدين} {وذلك} مبتدأ والإشارة إلى ما ذكر من التكفير وإدخال الجنات والفوز خبر و{العظيم} نعت {الفوز}.
{والّذِين كفرُوا وكذّبُوا بِآياتِنا أُولئِك أصْحابُ النّارِ خالِدِين فِيها وبِئْس الْمصِيرُ} الواو عاطفة و{الذين} مبتدأ وجملة {كفروا} صلة دوكذبوا عطف على {كفروا} و{بآياتنا} متعلقان بـ: {كذبوا} و{أولئك} مبتدأ و{أصحاب النار} خبر و{خالدين} حال و{فيها} متعلق بـ: {خالدين} و{بئس} فعل ماض جامد لإنشاء الذم والمصير فاعل والمخصوص بالذم محذوف تقديره هي أي النار.

.البلاغة:

1- في قوله: {ذلك يوم التغابن} استعارة تمثيلية، شبّهت حال الفريقين المتمكنين من اختيار ما يؤدي إلى سعادة الآخرة فاختار كل فريق ما يشتهيه مما كان قادرا عليه بدل ما اختاره الآخر وشبّهه بحال المتبادلين بالتجارة وشبّه ما يتفرع عليه من نزول كلّ منهما منزلة الآخر بالتغابن لأن التغابن تفاعل من الغبن وهو أخذ الشيء من صاحبه بأقل من قيمته وهو لا يكون إلا في عقد المعاوضة ولا معاوضة في الآخرة، فإطلاق التغابن على ما يكون فيها إنما هو بطريق الاستعارة التمثيلية، وعبارة الزمخشري: التغابن مستعار من تغابن القوم في التجارة وهو أن يغبن بعضهم بعضا لنزول السعداء ومنازل الأشقياء التي كانوا ينزلونها لو كانوا سعداء ونزول الأشقياء منازل السعداء التي كانوا ينزلونها لو كانوا أشقياء .
2- وفي الآية أيضا فن التهكّم وقد مرّ فيما مضى، وهنا يتهكم بالأشقياء لأن نزولهم ليس بغبن وفي الحديث: «ما من عبد يدخل الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا وما من عبد يدخل النار إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليزداد حسرة» وفي حديث آخر: «الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها ومبتاع نفسه فموبقها».

.[سورة التغابن: الآيات 11- 18]

{ما أصاب مِنْ مُصِيبةٍ إِلاّ بِإِذْنِ الله ومنْ يُؤْمِنْ بِالله يهْدِ قلْبهُ والله بِكُلِّ شيْءٍ علِيمٌ (11) وأطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرّسُول فإِنْ تولّيْتُمْ فإِنّما على رسُولِنا الْبلاغُ الْمُبِينُ (12) الله لا إِله إِلاّ هُو وعلى الله فلْيتوكّلِ الْمُؤْمِنُون (13) يا أيُّها الّذِين آمنُوا إِنّ مِنْ أزْواجِكُمْ وأوْلادِكُمْ عدُوّا لكُمْ فاحْذرُوهُمْ وإِنْ تعْفُوا وتصْفحُوا وتغْفِرُوا فإِنّ الله غفُورٌ رحِيمٌ (14) إِنّما أمْوالُكُمْ وأوْلادُكُمْ فِتْنةٌ والله عِنْدهُ أجْرٌ عظِيمٌ (15) فاتّقُوا الله ما اسْتطعْتُمْ واسْمعُوا وأطِيعُوا وأنْفِقُوا خيْرا لِأنْفُسِكُمْ ومنْ يُوق شُحّ نفْسِهِ فأُولئِك هُمُ الْمُفْلِحُون (16) إِنْ تُقْرِضُوا الله قرْضا حسنا يُضاعِفْهُ لكُمْ ويغْفِرْ لكُمْ والله شكُورٌ حلِيمٌ (17) عالِمُ الْغيْبِ والشّهادةِ الْعزِيزُ الْحكِيمُ (18)}.

.الإعراب:

{ما أصاب مِنْ مُصِيبةٍ إِلّا بِإِذْنِ الله} كلام مستأنف مسوق للرد على الكفّار الذين قالوا: لو كان المسلمون على حق لصانهم الله من المصائب في الدنيا. و{ما} نافية و{أصاب} فعل ماض و{من} حرف جر زائد و{مصيبة} مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل ومفعول {أصاب} محذوف أي أحدا و{إلا} أداة حصر و{بإذن الله} متعلقان بـ: {أصاب}.
{ومنْ يُؤْمِنْ بِالله يهْدِ قلْبهُ والله بِكُلِّ شيْءٍ علِيمٌ} الواو حرف عطف و{من} اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ و{يؤمن} فعل الشرط و{بالله} متعلقان بـ: {يؤمن} و{يهد} جواب الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة و{قلبه} مفعول به وفعل الشرط والجزاء خبر {من} {والله} مبتدأ و{بكل شيء} متعلقان بـ: {عليم} و{عليم} خبر {الله}.
{وأطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرّسُول فإِنْ تولّيْتُمْ فإِنّما على رسُولِنا الْبلاغُ الْمُبِينُ} الواو حرف عطف و{أطيعوا} فعل أمر والواو فاعل و{الله} مفعول به {وأطيعوا الرسول} عطف على {أطيعوا الله} والفاء استئنافية وإن حرف شرط جازم و{توليتم} فعل ماض في محل جزم فعل الشرط والجواب محذوف تقديره فلا ضير على رسولنا في توليكم والفاء حرف تعليل وإنما كافّة ومكفوفة و{على رسولنا} مقدّم والبلاغ مبتدأ مؤخر و{المبين} نعت لـ: {البلاغ}.
{الله لا إِله إِلّا هُو وعلى الله فلْيتوكّلِ الْمُؤْمِنُون} {الله} مبتدأ وجملة {لا إله إلا هو} خبر وقد تقدم إعراب كلمة الشهادة مفصلا، وعلى {الله} متعلقان بـ: {يتوكل} والفاء عاطفة واللام لام الأمر و{يتوكل} فعل مضارع مجزوم باللام و{المؤمنون} فاعل.
{يا أيُّها الّذِين آمنُوا إِنّ مِنْ أزْواجِكُمْ وأوْلادِكُمْ عدُوّا لكُمْ فاحْذرُوهُمْ} {يا أيها الذين آمنوا} تقدم إعرابها كثيرا، و{إن} حرف مشبه بالفعل و{من أزواجكم} خبر إن المقدم {وأولادكم} عطف على {أزواجكم} و{عدوا} اسم {إن} المؤخر و{لكم} نعت لـ: {عدوا} والفاء الفصيحة أي إن عرفتم ذلك فاحذروهم، و{احذروهم} فعل أمر وفاعل ومفعول به.
{وإِنْ تعْفُوا وتصْفحُوا وتغْفِرُوا فإِنّ الله غفُورٌ رحِيمٌ} الواو عاطفة و{إن} حرف شرط جازم و{تعفوا} فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون {وتصفحوا} عطف على {تعفوا} و{تغفروا} عطف أيضا والفاء رابطة للجواب لأنه جملة اسمية وإن واسمها وخبراه.
{إنّما أمْوالُكُمْ وأوْلادُكُمْ فِتْنةٌ} {إنما} كافّة ومكفوفة و{أموالكم} مبتدأ {وأولادكم} عطف على {أموالكم} و{فتنة} خبر.
{والله عِنْدهُ أجْرٌ عظِيمٌ} الواو استئنافية و{الله} مبتدأ و{عنده} ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم و{أجر} مبتدأ مؤخر و{عظيم} نعت لأجر والجملة خبر {الله}.
{فاتّقُوا الله ما اسْتطعْتُمْ واسْمعُوا وأطِيعُوا وأنْفِقُوا خيْرا لِأنْفُسِكُمْ} الفاء الفصيحة لأنها أفصحت عن شرط مقدّر أي إن علمتم أنه تعالى جعل أموالكم وأولادكم فتنة لكم شاغلة عن أمور الآخرة فاتقوا الله، و{ما} مصدرية مؤولة مع ما بعدها بمصدر منصوب بفعل محذوف أي جهدكم واستطاعتكم، {واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا} أفعال أمر معطوفة على اتقوا، و{خيرا} فيه:
1- قول سيبويه أنه منصوب بفعل محذوف أي وائتوا خيرا لأنفسكم كقوله: {انتهوا خيرا لكم} وقد اقتصر عليه الزمخشري وأبو البقاء.
2- قول أبي عبيدة أنه خبر ليكن مقدرة أي يكن الاتفاق خيرا.
3- قول الكسائي والفرّاء أنه نعت مصدر محذوف أي إنفاقا خيرا.
4- قول الكوفيين أنه حال.
5- قول بعضهم أنه مفعول به لقوله: {أنفقوا} على تقدير موصوف محذوف أي مالا خيرا.
و{لأنفسكم} متعلقان بـ: {خيرا}.
{ومنْ يُوق شُحّ نفْسِهِ فأُولئِك هُمُ الْمُفْلِحُون} الواو استئنافية و{من} اسم شرط جازم في محل رفع مبتدأ. و{يوق} فعل الشرط مجزوم بحذف حرف العلة ونائب الفعل مستتر تقديره هو و{شحّ نفسه} مفعول به ثان والفاء رابطة لجواب الشرط وجملة {فأولئك هم المفلحون} في محل جزم جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر {من}.
{إِنْ تُقْرِضُوا الله قرْضا حسنا يُضاعِفْهُ لكُمْ} {إن} شرطية و{تقرضوا} فعل الشرط وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل و{الله} مفعوله و{قرضا} مفعول مطلق و{حسنا} نعت، و{يضاعفه} جواب الشرط والهاء مفعوله و{لكم} متعلقان بـ: {يضاعفه}.
(ويغْفِرْ لكُمْ والله شكُورٌ حلِيمٌ) {ويغفر} عطف على الجواب تبعه في الجزم و{لكم} متعلقان بـ: {يغفر} {والله} مبتدأ و{شكور} خبر أول و{حليم} خبر ثان.
{عالِمُ الْغيْبِ والشّهادةِ الْعزِيزُ الْحكِيمُ} {عالم الغيب} خبر لمبتدأ محذوف و{العزيز خبر} ثان و{الحكيم} خبر ثالث. اهـ.